حقيقة الأجر هو منةٌ من الله تعالى على مانعمل من الصالحات
فلو قارنا هذه الأعمال ووزناها بنعمة واحده من نعمة
كالتنفس مثلآ لرجحة كفةُ هذه النعمة
فمابالنا بنعم كثيرة هل نؤدي حقها !!
فالأجر ليس ثمنا لعملنا
بل هو منةٌ من الله وفضل أن يجازينا على أعمالنا
والله تعالى هو المنان
فالمنان اسم من أسماءه
فهو في حقه مدح ولله وحده المنة على عباده
( بل الله يمن عليكم أن هداكم للايمان ) الحجرات
ومن العجيب كيف أن بعض أسمائه
تكون مدح في حقه تعالى وفي حق المخلوق
كالكرم مثلآ ، مع الفرق طبعا فليس كرم المخلوق ككرم الخالق
ومن أسمائه ماهو مدحٌ في حقه جل جلاله
وذمٌ في حق المخلوقين
مثل : أنالله تعالى لايلد ولايولد
ولكن في حق المخلوقين عندما نقول فلان عقيم فهي ذم !!
وكذلك المنان في حق المخلوقين مذمومة تحبط العمل
وهي في حقه جل جلاله مدح وكمال
فهو وحده المستحق للمدح والمنة ।
أعمارنا في هذه الحياة قصيرة
ولعل أكثر من نصفهآ ضآئع مابين نوم وأكل
وتضييع للوقت أقل مانقول في امور مباحة لاله ولاعليه
هذا اذا لم تكن في معآصي
لذآ كان من المهم أن نعرف فقه الأجور
ليتسنا لنا من الأعمال الصالحة
كم لو أننا عمرنا سنينا طوالا
فمن فقه الأجور:
* أن يحرص المؤمن على الأعمال ذات الأجور الكبيرة
خاصة اذا كانت يسيرة وعليها أجر كبير
فليس بالضرورة كل عمل شاق أجره أكبر!!
كمثل الصلاة في المسجد الحرام بـ مئة ألف صلاة
تخيل لو صليت عشر ركعات كأنكـ صليت مليون ركعة !!
* أن يحرص على اغتنام المواسم
وهانحن مقبلين على شهر رمضآن
فلنسابق ولنصابر ونبتدر
* أن يحذر من مبحطات الأعمال
من المن والرياء والاعجاب بالعمل
والظلم والجرأة على معصية الله في الخلوات
فهل يريد أحد منا أن يهدم القصر الذي يبنيه!!
لذا كان علينا الحذر من محبطات الأعمال
فكما أن الحسنات يذهبن السيئات
فكذلك بعض السيئات تبطل الحسنات
يقول تعالى : ( ولاتبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى ) البقرة
يقول السعدي رحمه الله :
ويشمل النهي عن ابطالها بعد عملها بما يفسدها من منّ بها واعجاب
وفخر وسمعه ومن عمل بالمعاصي الت يضمحل معها الأعمال ويحبط أجرها ।
فمن فقه الأجر المحافظة عليه من الاحباط والابطال
* أيضا الاحتساب في الأعمال والنية بها
فله أجر هذه النية ولو لم يعملها
لكن بالطبع ليس كثواب من نوى وعمل ।
وأما حديث ( فهما في الأجر سواء )
قال العلماء :
هذا في أصل الأجر
لكن المضاعفة لمن عمله فهو الذي يضاعف له أضعافا كثيرة
*التحسر والتأسف
فالمؤمن يتحسر ويتأسف لفوات الأجر
فهذا التحسف فيه أجر
كما في قول عمر حين علم أن في تتبع الجنازة حتى تدفن قيراط آخر
غير قيراط الصلاة عليها فقال :
لقد فرطنا في قراريط كثيرة ।
لأنه يدل على نية العبد الصالحة وحرصه على الأجور
* الحرص على مضاعفة الأجور
وهي مزية خاصة لهذه الأمة
ومن الأمور التي تضاعف الأعمال
الاخلاص
والمشقة , كقوله صلى الله عليه وسلم لأم سلمة :
( وأجركِ على قدر نصبكِ )
بشرط أن لايتقصد المشقة
وكذلك الحرص على اخفاء العمل
والسعي على أن يكون نفع العمل متعدي للغير
وأيضا المصابرة على العمل
والله لايضيع أجر من أحسن عملا ।
* اختيار الأفضل من الأعمال
والتفضيل حق لله
فلا نفضل عملا على عمل الا بدليل
والأفضل يختلف
بحسب جنس العمل ووقته وحسب حالة الشخص
فجنس القرآن أفضل من الدعاء
لكن حال السجود يكره قرآءة القرآن ويفضل الدعاء।
تم
أسأل الله أن ينفعني واياكم بما نتعلم
ويجعله حجة لنا لا علينا
سلآم
..