الجزء الثاني ..
آضاءة .. آحبائي قد تجدون الموضوع طويلا ومسهبا
فأنا لم احب ان اترك فيه شيء لأهميته ولأنه تأسيس لعباداتنا لله تعالى
فاحتسبوا الأجر.. تخيلوا نتعب في شيء وفي النهاية لاناخذ عليه أجر ولابعد مردود علينا !!
البدعة والسنة ضدان لايجتمعان أبدا
فالسنة هي الصراط المستقيم الموصل لله .. والبدعة تهدم ذلك
وليس منا من يريد ان يهدم ويرد عمله إليه
..
يقول تعالي علي لسان رسوله : { قل ماكنت بدعاً من الرسل }
يعني لم يأتي بشيء جديد .. دعوتهم واحدة
فهنا المعني الاصطلاحي : ماأُحدث في الدين علي غير دليل صحيح .
فكل فعل او قول نفعله لله لابد يكون عليه دليل
..
اذن اي عمل لابد ان نخضعه اولاً لميزانين :
الاخلاص وموافقة الرسول
ومثل ماقال الشيخ المغامسي :
افضل الطرق واكملها للوصول الى الله هو ماكان علي هدي رسول الله صلي الله عليه وسلم
فمثلآ :ذكر الله بالحصى
العمل وهو الذكر عبادة صحيحة لكن الطريقة مبتدعة فهذه بدعة
..
لما يجي آحد ويقول البدعة نوعان حسنة وخاطئة
نقول : هذا تقسيم خاطئ
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عمم فقال : { كل بدعة ضلالة }
و ثبت في الشرع أن كل دليل عام كلي لم يرد فيه تقييد أو تخصيص فهو علي عمومه
وطبعا مقصودنا البدع الشرعية
لكن لغويا فقد تكون حسنة مثل طائرات أو سيئة مثل المفاعلات النووية
..
قد يأتي احد ويحتج بقول عمر رضي الله عنه في مسألة التراويح لمآ رأى الصفوف فأعجبته وقال:
نعمت البدعة هي .
نقول : هنا المسألة لها أصل شرعي فقد فعلها الرسول وليست بشيء جديد
وسماعاها عمر بدعة نسبة لزمن عمر فهي جديدة
والرسول صلي الله عليه وسلم لم يستمر عليها خوفا أن تفرض علي المسلمين
فهذا الفعل فيه احياء لسنة
ثم ان الرسول قال :{ عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي }
فسنة الخلفاء اذن مهدية .
..
البدعة تنقسم لقسمين :
بدعة حقيقية و بدعة إضافية
فالبدعة الحقيقية :
أي شيء لم يرد عن الرسول انه عبادة فهذه بدعة ١٠٠٪
مثل ان يتعبد الله بسماع الموسيقى فهذا تعبد بمعصية
وغالبا البدع الحقيقية تكون تعبد لله بمعاصي أو مباحات .
البدعة الإضافية :
فهنا العمل فعله الرسول عليه الصلاة والسلام لكن يضيفون عليه إضافات
مثل الذكر بالحصى آو الذكر والدعاء الجماعي و صلاة الرغائب
فهذه التغييرات والتحسينات من قِبلهم علي العمل جعلته مردوداً ومبتَدعا.
* فلابد أن نستحضر دائما أن الشريعة كاملة لاتحتاج تحسينات ولا إضافات
فمن ابتدع شيئا فكأنه يزعم أن الشريعة ناقصة وأن الرسول خان الأمانه
وهو القائل عليه الصلاة والسلام : { مابقي شيء يقرب من الجنة ويباعد من النار إلا بُين لكم }
..
لو كان العمل المبتدع فيه خير أو أفضلية
لما فات الصحابة والقرون الفضلة { خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم }
يقول ابن مسعود رضي الله عنه : اتبعوا ولاتبتدعوا فقد كُفيتم .
ويذكر ابن جبرين رحمه الله في شرح كلام ابن مسعود فيقول :
اتبعوا صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم واقتدوا بهم ، ولاتحدثوا في الدين مالم يأذن به الله
ولاتشرعوا مالم يكن في الشريعة ، ولاتكونوا من الذين قال الله فيهم :
{ شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله } فإن الله أكمل الدين على لسان نبيه صلي الله عليه وسلم .
..
قاعدة :
- الأصل في العبادات البطلان إلا عبادة ورد فيها نص فلا دين إلا ماشرعه الله
{ وماءآتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم فانتهوا }
بينما العادات الاصل فيها الحل الا مادل الدليل على حرمته
فمن حرم شيء من العبادات .. فعلي صاحب العبادة الإتيان بدليل لاثباتها
ومن حرم شيء من العادات .. فعلي من حرمها أن يأتي بالدليل علي ذلك
..
النية الحسنة لاتكفي لقبول العمل
ففي قصة ابن مسعود رضي الله عنه لما أنكر على القوم الذين كانوا يذكرون الله بالحصى
كان ردهم ان قالوا : ما أردنا إلا الخير >> وهنا الشاهد
إذن ليس بالضرورة ان المبتدع يكون قصده ونيته سيئة
بل الغالب انه يريد الخير ونيته حسنة .. لكنه في النهاية لايجني إلا تعبه وعمله مردود عليه .
..
لما نجي للسنة
هي ليست فقط فعل مافعله الرسول صلي الله عليه وسلم
بل أيضا .. ترك ماتركه الرسول صلي الله عليه وسلم
وبهذا تنقسم السنة : لسنة فعلية و سنة تَركية
فكل فعل ما لم يفعله الرسول ولم يكن هناك مانع من عمله ولامعارض لذلك
ومع هذا لم يفعله الرسول ففعلنا له بدعة
ومثال السنة التركية : تركنا للآذان لصلاة العيد
..
المبتدع يقصد غالبا المبالغة في العبادة
والزيادة في العبادة ليس فيها خير
وكلنا يعلم قصة النفر الذين جاءوا للرسول ووصفوا له عبادتهم فأحدهم يقوم الليل ولاينام والآخر يصوم ولايفطر والثالث اعتزل النساء
فرد عليهم الرسول { ولكني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساد فمن رغب عن سنتي فليس مني }
فالدين ليس مشقة بل موافقة
والعبرة بالإخلاص والإتقان والموافقة
واقتصار علي سنة خير من اجتهاد في بدعة
..
لما يأتي أحدهم ويقول البدعة فيها فوائد .. طيب حتى الخمر ذكر القرآن ان فيه فوائد ومع هذا هو حرام
فالفائدة ليست معيار لصحة العمل بل المقياس الموافقة
وقد نرى ان العمل لايقصد به الشخص عبادة
كعيد الحب او الكريسمس وواعياد الميلاد فهذه مجرد مشابهة الكفار بدعة
انتهى ..
ونستكمل معكم قريبا ان شاء الله الجزد الثالث والآخير .
